ذكرت مصادر عسكرية سورية لـ”الأخبار” إنّ “كل يوم يمرّ يحقق فيه الجيش السوري تقدماً على كلّ الجبهات المشتعلة، سيناريوهات التدخل الخارجي العسكري أو المنطقة العازلة سقطت، مررنا في ظروف أصعب ولم يستطيعوا فعلها”. يعدّد المصدر جملة عوامل في الميدان تدفع القيادة العسكرية إلى الثقة بأن أكثر من 60% من الأزمة العسكرية قد انتهت بعد الإحباط الكبير الذي أصاب مقاتلي المعارضة في هزيمة القصير القاسية، وبعدما غيّر الجيش كثيراً من تكتيكاته، وانتقل من الدفاع إلى الهجوم. ساهم تبدل التكتيكات العسكرية بفعل الخبرة في الميدان إلى “تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات المهاجمة ورفع الخسائر البشرية لدى المدافعين، فضلاً عن وقف العمليات التي تهدف إلى استعادة مناطق لا تشكّل حاجة استراتيجية، لصالح عمليات تقطيع الأوصال وحصار المسلحين، بالإضافة إلى استعادة الطرقات الدولية المهمّة، وعمليّة السيطرة على الحدود، خصوصاً مع لبنان”.
العامل الثاني هو حالة التفكك التي تصيب قوى المعارضة المسلّحة، والحرب الدائرة بين “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” التي تعمل “على ضرب الجيش الحرّ، وهو اليوم في أسوأ حالاته منذ بداية تشكّله، لصالح تطوّر جبهة النصرة وكتائب محليّة تعمل كقطاع طرق وعصابات سلب وخطف”. ويشير المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية السورية بدأت عمليّة “تفعيل الاختراقات الأمنية” داخل الكتائب المتقاتلة في المعارضة المسلحة، و”بدأت تظهر النتائج”.
مصدر سياسي آخر في دمشق يروي أنّ عاملاً آخر في تغيّر الوضع الميداني سببه سياسي. اليوم، بحسب المصدر، هناك تردّد أميركي واضح وانحياز ألماني لصالح الموقف الروسي تجاه الأزمة، وتبدو فرنسا كمن “يقحّ” حتى يلفت الناس إليه. ويضيف المصدر أنّ “السعودية هي رأس الحربة اليوم في الهجوم على سوريا”، إذ تعكس عمليّة تسليم السلطة في قطر إلى الأمير تميم، نجل الأمير حمد بن خليفة، “انكفاءً قطرياً في عملية دعم المعارضة بالمال والسلاح، بالإضافة إلى تضاؤل واضح في الدور التركي بعد ثبوت وجهة نظر الجيش التركي على حساب (رئيس الحكومة رجب طيب) أردوغان وبداية أفول عصر الإخوان المسلمين في ليبيا وتونس ومصر، والإجراءات الجديدة التي يتخذها الجيش التركي على الحدود لجهة ضبطها والتفكير الجدي بالمساهمة في إعادة النازحين السوريين إلى قراهم”.
ماذا عن القرار الأميركي بتسليح المعارضة؟ يقول المصدر إنّ عملية التسليح مسألة قديمة، “كيف قاتلوا كل هذا الوقت لولا التسليح العربي والغربي؟”. تسبق الإجابة عن موضوع التسليح ابتسامة عريضة. لقد استطاع الجيش مصادرة مجموعة من صواريخ “الكونكرس”، كما استطاعت الأجهزة الأمنية السورية وحزب الله شراء صاروخين من النوع نفسه، “ونحن ننتظر صواريخ الستينغر لنقول شكراً أميركا!”.
وعن سير العمليات العسكرية على الأرض، تقول مصادر عسكرية سورية “إن ما يفعله الجيش السوري عمل جبّار، لا يستطيع أي جيش في العالم أن ينتشر داخل بلاده، كان لدى الجيش جبهة واحدة تمتدّ على طول 70 كلم مع فلسطين المحتلة، اليوم الجيش منتشر على مساحة 185 ألف كلم مربع”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق