تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن “بشاعة معاناة أهالي مدينة القصير السورية لفترة دامت أسبوعين واجهوا فيها ضغوطا عصيبة”، لافتة الى ان “الأهالي عانوا من نقص الغذاء والمياه والإمكانات الطبية، بينما استمات الثوار السوريون في الدفاع عن المدينة أملاً منهم أن تكون الغلبة لهم، ولكن ما حدث كان عكس ذلك؛ فلقد هاجمتهم المدافع والقذائف من كل حدب وصوب حتى بات الأمل معدوما من قبل الثوار في احتواء ما يحدث”.
واشارت الصحيفة إلى أن مساعدة حزب الله لقوات نظام بشار الأسد أسهمت بشكل كبير فيما حدث، ووصفت هذه المساعدات بأنها الشيء الذي قلب الموازين لصالح قوات الأسد بعدما لاح في الأفق بصيص من الأمل في تحقيق ما كان يتطلع إليه الثوار السوريون منذ بداية اندلاع الثورة، ولكن تحالف حزب الله جعل قوات الأسد تعيد تنظيم صفوفها أسهم بشكل قوي في اشتداد شوكتها مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع السوري بدأ يأخذ منحى وهو منحى الصراع الطائفي؛ فمن المعروف أن حزب الله جماعة تمثل كياناً شيعياً كبيراً من مصلحته نشر وإعلاء المذهب الشيعي، ليس فقط في أرجاء سوريا فحسب، بل في أرجاء الوطن العربي كافة.
ولفتت الصحيفة الى “الغباء السياسي الذي يتمتع به الأسد الرئيس السوري نظرا لأنه لم يستوعب الموقف من بدايته حتى وصل حال سوريا إلى مفترق طرق، حيث دبت الفتنة الطائفية في الأرجاء وأصبح هناك احتمالات كبيرة في وجود ما يسمى بسوريا المقسمة بين أطراف علوية وشيعية وسنية وينتهي الكيان الوطني الواحد نهائيا من المجتمع السوري”. وتطرقت الصحيفة “لردود أفعال الغرب تجاه تصاعد الأزمة السورية”، مشيرة إلى “الاجتماع الذي حدث في جنيف بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا لبحث تطورات ما يحدث، كما تم أيضا مناقشة مؤتمر السلام الذي أصبح الأمل في انعقاده الشهر المقبل ضئيلا جدا”.
كما لفتت إلى “شيء هام وخطير ربما سيسرع من عملية التدخل من قبل الكيان الأميركي لحل الأزمة، وكان هذا الشيء هو تأكيد بريطانيا وفرنسا على أن قوات النظام السوري استخدمت حقاً غاز السارين السام في الحرب السورية، وهو ما قال عنه أوباما إنه خط أحمر لا يمكن تجاوزه، لذا فمن المحتمل مع هذا التأكيد أن يتم تدخل فوري من قبل القوات الأميركية”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق