اكبر صفقات الاستحواذ في 2014
هناك عدد كبير من الأسباب التي تجعل شركة ما تدفع عشر أضعاف ايراداتها السنوية لشراء شركة لا تحقق ولا سنت من الأرباح، تعتمد الشركات التقنية للاستحواذ على الشركات الصغيرة من أجل عدة أسباب غالباً تبدو في المدى القصير مبهمة وغير واضحة، لكن ستعرف انها صفقة ناجحة في المدى البعيد ومع ذلك لايعني نجاح كل صفقات الاستحواذ.
يمكن للإستحواذ الإستراتيجي أن يحول الشركة ويغير شكلها المستقبلي ويطورها بشكل كبير أو يدمرها لما يكون خاطئ أو حتى يغير العالم كما فعلت قوقل عندما استحوذت على يوتيوب و نظام الأندرويد.
خلال الربع الأول من عام 2014 فقط كان إجمالي قيمة الاستحواذات العالمية في الشركات التقنية 756 مليار دولار. وبلغ عدد صفقات الاستحواذ العام الماضي 2710 صفقة وهو هبوط عن معدلات 2012 و 2011 حيث كانت تتجاوز 2930 صفقة في العام الواحد وذلك في مجال التقنية فقط.
نتابع أهم صفقات استحواذ الكبار في الجزء الثاني منه.
تنويه: هذه المقالة كتبت قبل استحواذ آبل على Beats، لذا لم نأخذها هنا بعين الاعتبار بل فصلنا لها مقالة خاصة.
3- آبل
عادة ما تخفي آبل صفقات استحواذها وتفضل الشركات الصغيرة والسرية لهذا أنفقت أكثر من 11 مليار دولار خلال السنة الماضية على صفقاتها المتنوعة.
تعتبر صفقة استحواذ آبل على شركة NeXT في 1996 الأغرب و الأهم من نوعها وذلك بعد أن انحرفت الشركة عن مسارها نتيجة طرد مؤسسها ستيف جوبز، لذا ندم مجلس الإدارة و عاد واشترى الشركة التي أسسها ستيف بعد خروجه من آبل من أجل إعادته إليها ويتابع تغيير العالم.
تلك الصفقة التي كلفت 429 مليون دولار كانت بهدف الحصول على نظام التشغيل الذي طورته الشركة وبعدها تحول إلى نواة لإطلاق نظام OS X. وبنتيجة هذه الصفقة انتشل ستيف آبل من الفشل و عاد و قدم للعالم أفضل المنتجات الإبداعية بمختلف القطاعات كالآيفون والآيبود و الآيباد.
ولأن آبل تريد السيطرة أكثر على سلسلة التوريد، لاسيما في المعالجات وغيرها من أشباه الموصلات استحوذت على شركة تصميم الدوائر الإلكترونية والمعالجات PA Semi بمبلغ 278 عام 2008 بهدف صنع وتصميم معالجات منخفضة استهلاك الطاقة لإستخدامها في الآيبود و الآيفون القادم. وبهذا تمكنت آبل من التحكم أكثر في سلسلة التوريد بمعالجات تعتمد على معمارية IBM للطاقة حتى تخرج من رحمة سامسونج التي تستخدم معمارية ARM في معالجاتها. و نذكر لما طرحت للعالم أول هاتف ذكي بمعالج 64 بت العام الماضي.
وبعد عامين اشترت تقنية التعرف والمساعد الصوتي سيري بمبلغ 250 مليون دولار وبهذا بدأت الشركات الكبرى الدخول في حرب جديدة لجعل الهواتف تتفاعل أكثر مع المستخدمين وتفهم ما يحيط بهم. ويمكن أن نرى Google Now أنه النسخة المطورة من المساعد الصوتي فهو لايكتفي بالرد على أسئلتك وتنفيذ أوامرك بل يستبق ذلك ويعرف ما تريد أن تعرفه لاحقاً ويعرضه عليك قبل أن تطلبه حتى، وكان لمايكروسوفت آخر دخول بين الكبار مع المساعد الصوتي كورتانا. كل هذا يفتح باب واسع من تعلم الآلة.
وأحدث الصرعات التي جاءت بها آبل هي فتح الهاتف عبر البصمة، الحقيقة هذه خطوة أولى نحو التجارة الإلكترونية المستقبلية لتجمع بيانات بصمات المستخدمين وكذلك لديها بطاقات الإئتمان مخزنة في متجر الآيتونز بالتالي يصبح الشراء بلمسة واحدة فقط أمراً واقعاً.
في 2012 اشترت آبل شركة AuthenTec بمبلغ 356 مليون دولار واستفادت من تقنيتها في التشفير و حساسات البصمة و برنامج إدارة الهوية في الآيفون والهدف كان إضافة للتقنية التي تملكها الشركة فريق المهندسين لديها الذي سيدخل آبل لصناعة جديدة. وبعدها وضعت آبل حساس البصمة في الآيفون 5 اس و قريباً نتوقع أن تطلق مثل محفظة رقمية محمية تحمل كل بياناتك مع الشركة كالتطبيقات التي اشتريتها وحملتها و ما في جهازك و نمط الموسيقى الذي تفضله والأماكن التي ترتادها وغيرها الكثير.
4- فيس بوك
معظم استحواذات فيس بوك كانت لتدعيم الشبكة الإجتماعية بمواهب ومنتجات ريادية شابة وقامت الشركة منذ 2007 بالإستحواذ على 50 شركة وكانت سنة 2011 هي الأهم حيث اشترت 11 شركة مختلفة، و أبرز تلك الإستحواذات و أكبرها كانت الواتساب وقبلها انستغرام ونلاحظ انهما يشتركان بكبر قيمة الصفقة و الشركة المشتراة لاتحقق عوائد.
في 2007 ومع بدايات فيس بوك قامت بأول استحواذ لها على شركة Parakey ويعتبر من أهم الاستحواذات بغرض التوظيف للحصول على مهارات فريق الشركة إضافة لنظام التشغيل المبني على الويب ويسمح للمستخدمين بتحديث ملفاتهم بدون الحاجة للإتصال بالإنترنت. وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن قيمة الصفقة إلا أن المؤسس الشريك Blake Ross قال أن الصفقة أدت لتحويل موقع انترنت بناه شاب في غرفة سكن جامعي إلى منصة تربط العالم في 196 بلد وبأكثر من مليار مستخدم.
ولاحظت بعدها فيس بوك أن العالم يتجه أكثر لاستخدام الإنترنت عبر الهواتف الذكية للتواصل الإجتماعي بشكل أكبر من الحواسب الشخصية، لذا كان لابد أن تضع قدمها على الشاشة الصغيرة أيضاً فاستحوذت على شبكة انستغرام لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو بمبلغ مليار دولار.
وهناك عدة عوامل في انستغرام دفعت فيس بوك لشرائها من أهمها سرعة نمو الخدمة بالرغم من تواجدها فقط على الآيفون أولاً وبعدها على الأندرويد ولم تتوفر حينها على الويب، حيث كانت تنمو بمعدل أسرع من تويتر أو يوتيوب بالتالي فكرت فيس بوك أنه يمكن لاحقاً استخدام هذه الشبكة الإجتماعية كأداة تحقيق دخل من خلال الإعلانات بدون التأثير على الشبكة الأصلية الزرقاء.
حالياً هناك أكثر من 200 مليون مستخدم على انستغرام ويتم مشاركة 20 مليار صورة يومياً و 1 مليار اعجاب.
ومن أهم صفقات فيس بوك و الشركات التقنية عموماً هي استحواذها على الواتساب بمبلغ 19 مليار دولار على الرغم من أن التطبيق لايحقق أية أرباح تذكر، لكن كما في انستغرام فإن معدل نمو المستخدمين يفوق فيس بوك بحد ذاته ومع 500 مليون مستخدم نشط أصبح الواتساب أسرع خدمة تواصل فوري نمواً ومتوفرة على كل المنصات المحمولة.
لنعرف سرعة نمو الواتساب، تطلب من فيس بوك 4 سنوات ليصل عدد المستخدمين المسجلين في الخدمة 145 مليون مستخدم بعد إطلاقه خارج الجامعات الأمريكية، لكن الواتساب خلال نفس الفترة حصل على أكثر من 400 مليون مستخدم.
من المبكر أن نعرف كيف تريد أن تستفيد فيس بوك من الواتساب، وهناك تأكيدات حالياً بأنها لن تعرض عليها إعلانات و الهدف الحالي هو التركيز على النمو أكثر، على الرغم من وجود خدمات اخرى منافسة وكبيرة لاسيما في آسيا لكن يبقى الواتساب هو الأكبر و الأكثر انتشاراً عالمياً مع أنه غير متوفر على الويب و الكمبيوتر.
و تعد صفقة استحواذ فيس بوك على شركة صناعة أجهزة الواقع الافتراضي Oculus VR من الصفقات البعيدة المدى، حيث أن مارك زوكربيرغ يتوقع أن تصبح تقنية الواقع الافتراضي هي المنصة الأكثر استخداماً للتواصل و تغيير طريقتنا في الحياة سواء بالعمل أو اللعب. وبمبلغ 2 مليار دولار يمكن لأجهزة الواقع الافتراضي أن تغير الكثير من الصناعات مستقبلاً ابرزها الألعاب، ترى فيس بوك أن هذه التقنية هي المستقبل بعد الهواتف الذكية التي نعيش طفرتها اليوم.
اقرأ أيضاً: صفقات استحواذ الكبار [1]
عن انفوغرافيك تصميم Ruby Media لصالح موقع FinanceOnline بتصرف و توسع.
المصادر:
هذه التدوينة صفقات استحواذ الكبار [2] ظهرت في البداية في موقع عالم التقنية.
via عالم التقنية http://ift.tt/1rJs86s
0 التعليقات:
إرسال تعليق