الاقتصاد والسياسة والتقنية، كلها أوجه لعملة ثلاثية الأبعاد، حيث تتأثر بعضها ببعض، فكثيرا ما أدت التقنية إلى حروب أو مشاكل دبلوماسية، أو كان لها أثر في الاقتصاد، أو العكس، مؤخرا كانت السياسة الاقتصادية التي جاء بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الأثر على العالم التقني، وكما يبدو أن هذا الأثر سيستمر لوقت طويل، وأول المتأثرين به شركة آبل، حيث ستقوم بنقل جزء كبير من أعمالها إلى أمريكا، فماذا يعني هذا ؟
بداية القصة، وصول ترامب إلى البيت الأبيض !
سياسة ترامب الجديدة التي يريد من خلالها رسم وجه أمريكا الاقتصادي الجديد، تخوفت منها كبرى الشركات التقنية: آبل، جوجل، مايكروسوفت، والتي حاولت بشكل جدي الوقوف ضدها، لكن لم يكن بإمكانهم ذلك بشكل جيد !
أولى المتأثرين بهذه السياسة، آبل، حيث تعرضت لهجوم كبير من طرف دونالد ترامب، متهما إياها بتفضيل بلدان خارجية على أمريكا، من حيث أنها تقوم باستثمار أموالها في مصانع لها في الصين، وبحسب الرئيس الأمريكي، فإن أمريكا هو الأولى بهذه المصانع، حيث تضمن توفير مناصب شغل كبيرة، تتزايد مع الوقت !
يبدو أن ترامب نجح وآبل خضعت، وستفتح ثلاث مصانع لها في أمريكا !
اسغل الرئيس الأمريكي ورقة الضرائب من أجل الضغط على شركة آبل، حيث هددها خلال مرات عدة أنها إن لم تقم بنقل أعمالها إلى داخل أمريكا، فإن هذا سيضطرها إلى دفع ضرائب كبيرة قد تصل حتى 35٪، وهو ما سيزيد سعر أجهزتها، ويعرضها لفقدان مبيعات كبيرة، أو إنقاص هامش ربحها !
هذه الضغوط تكللت بالنجاح بحسب الرئيس الأمريكي، حيث أشار أنه وفي آخر اتصال هاتفي له مع الرئيس التنفيذي لشركة آبل: تيم كوك، أكد له هذا الأخير أن آبل ستقوم بإنشاء ثلاث مصانع لها في أمريكا، بالمقابل وعده ترامب بتخفيضات ضريبية كبيرة جدا جدا جدا – كما نقلت عنه صحيفة وول ستريت جورنال-.
الأمر ليس سهلا بحسب الخبراء – سيكون له انعكاسات خطيرة !
بحسب تقرير آخر من صحيفة وول ستريت جورنال، فإن قيام آبل بإنشاء مصانع لها داخل أمريكا، وفتح خطوط إنتاج فيها، أمر شبه مستحيل، حيث أن هذا لن يفيد الشركة بداية، فهي تعتمد وبشكل أساسي على موردين في شرق آسيا، حيث أن أغلب القطع المطلوبة في تجميع أجهزتها موجودة هنا، وسيكون عليها خسارة الكثير من الوقت حتى تنقلها إلى أمريكا عند كل حاجة إلى تجميع أجهزة لها هناك !
مقال ذو صلة: لماذا يجب على أبل إطلاق أيفون رخيص جدا ؟
بالمقابل، اليد العاملة داخل أمريكا غالية، مقارنة بما هو عليه الوضع في الصين، بالإضافة إلى أنها غير مؤهلة، وهو ما حصل لها فعلا عام 2012 – كما يؤكد الخبراء- حيث حاولت تصنيع أجهزة Mac Pro داخل أمريكا، لكن فشلت في ضبط اليد العاملة من حيث مواصلة العمل، وكذلك من حيث جودة المنتج، حيث لم تكن ترقى لتكون ذات جودة عالية !
في النهاية والأمر الأخطر، أسعار أجهزة آبل سترتفع باعتبار النقاط المذكورة سابقا، حتى وإن كانت آبل ستسوق الأجهزة المنتجة في أمريكا داخلها فقط، فهذا سيكون له انعكاس نوعا ما على أسعار منتجاتها حول العالم، حيث قد تزيد الأسعار بعض الشيء، وطبعا هذا ليس في صالح المستخدمين.
مقال ذو صلة: هل حقا أجهزة آبل غالية الثمن جدا مقارنة بالمنافسين ؟
هل تعتقد أن على آبل تخفيض سعر أجهزتها ؟ أم سيتأثر بنقل مصانعها إلى أمريكا ؟
اذا كنت مطور وتود نشر تطبيقاتك عبر اخبار التطبيقات للوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين العرب فراسلنا عبر البريد التالي: info@arabapps.org وسيكون تطبيقك قريبا في قائمة اخبار التطبيقات اذا كان بمستوى يليق بالمستخدم العربي.
هل تريد المزيد من التطبيقات والأخبار ؟
تطبيقات و أخبار التطبيقات لأجهزة آبل والأندرويد لا تتوقف على صفحاتنا عبر الشبكات الاجتماعية ، تابعونا عبر صفحاتنا المختلفة على Facebook ، Twitter .Google Plus ، Youtube ، Instagram ، Telegram
via اخبار التطبيقات http://ift.tt/2uKg2Vh
0 التعليقات:
إرسال تعليق