في دراسة جديدة لمؤسسة الأبحاث العالمية جارتنر، أكدت 60 بالمئة من المؤسسات أن تكاليف بدء التشغيل العالية هي السبب في تأخير تطبيق استراتيجيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، ووجدت الدراسة أن المؤسسات التي تبنّت هذه التقنية مبكرا تحقّق فوائد جليّة في مجالات عدّة.
وقد أجرت جارتنر دراسة خلال الربع الثاني من العام 2014 لمعرفة توجه الشركات في استخدام تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، وشملت الدراسة 330 موظفا من مؤسسات لا يقل عدد موظفيها عن 100 موظف وتخطّط لاستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد أو بدأت مسبقا باستخدامها.
وبهذه المناسبة، قال بيت باسيليري، مدير الأبحاث في جارتنر: “تمكّنت تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد من جذب مجموعة واسعة من الشركات والمستخدمين إليها، وقد أصبحت هذه التقنية قيد الاستخدام من قبل قطاعات واسعة مثل الصناعات الطبية وأبحاث الفضاء، إلا أن الكلفة المرتبطة بهذه التقنية تبقى الهاجس الأكبر للراغبين باستخدامها.”
ونصح باسيليري الشركات المطورة للطابعات الثلاثية الأبعاد بالعمل عن كثب مع عملائها لتحديد التطبيقات الهامة للتقنية التي ربما لم يتم الانتباه إليها، وتحسين معدل الاستفادة من هذه التقنية مقارنة بكلفتها. أما المؤسسات الراغبة بالاستفادة من هذه التقنية دون تكبّد تكاليف كبيرة عند بدء التشغيل فعليها أن تبحث عن شراكات مع مكاتب محلية توفر خدمات الطباعة الثلاثية الأبعاد.
وأشارت الدراسة إلى أن الاستخدامات الرئيسية للطباعة الثلاثية الأبعاد تتمثل في إنشاء النماذج الأولية وابتكار وتطوير المنتجات، إلا أن هذه التقنية تستخدم على نطاق واسع في مجال التصنيع.
ويشهد السوق، وفقا لباسيليري، خروجا من مرحلته الوليدة مع توجه المؤسسات إلى تطبيقات أخرى لهذه التقنية لا تقتصر على التصميم وإنشاء النماذج الأولية فحسب، بل تتعدّاها إلى صناعة المنتجات النهائية.
وبناء على نتائج الدراسة، توقع باسيليري أن يقوم حوالي 50 بالمئة من المستخدمين ومؤسسات الصناعات الثقيلة والمؤسسات المتخصصة في علوم الحياة باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد لإنتاج أجزاء للمنتجات التي يستهلكونها أو يبيعونها أو يوفرونها كخدمات بحلول العام 2018.
وبالرغم من هذا التطوّر المستمر، يرى 53 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن مدراء الهندسة والتصنيع في قسم الأبحاث والتطوير هم أهم العناصر المؤثرة التي تقود أي استراتيجية للطباعة الثلاثية الأبعاد، في حين لا يحظى مدراء المعلومات ومدراء تقنية المعلومات بدور رئيسي في صناعة القرار في هذا المجال.
وأضاف باسيليري: “من النتائج المثيرة للاهتمام في الدراسة أن معظم المشاركين يرون أن استخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد في سلاسل الإمداد يخفّض من تكاليف الإجراءات الحالية، لاسيما تكاليف الأبحاث وتطوير المنتجات. ويتراوح متوسط الحدّ من التكاليف للبضائع النهائية بين 4.1 و 4.3 بالمائة، وهي تعتبر نسبة كبيرة. وتشير الدراسة إلى أن المقبلين الأوائل على تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد يحققون مكاسب واضحة، مما سيعزز تبنّي هذه التقنية”.
وقد أشار 37 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إلى أن جودة المنتج النهائي هي العامل الأبرز لدى اختيار الطابعة الثلاثية الأبعاد، في حين أشار 28 بالمئة منهم إلى أن سعر الطابعة كان العنصر الأبرز في عملية الاختيار، وأشار 9 بالمئة فقط من المستطلعة آراؤهم إلى أن سرعة الإنتاج ومجموعة المواد التي يمكن للطابعة استخدامها وحجم الأشياء التي يمكن طباعتها هي العوامل الحاسمة في اختيار الطابعة.
وأشار 37 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إلى أن لديهم طابعة واحدة الثلاثية الأبعاد في مؤسستهم، في حين أشار 18 بالمئة منهم إلى أن لديهم 10 طابعات أو أكثر، وبلغ العدد الوسطي للطابعات الثلاثية الأبعاد 5.4 طابعة في المؤسسة.
واختتم باسيليري حديثه بالقول: “من الواضح أن هناك مجالا كبيرا للنمو المستقبلي في هذا السوق، إلا أنه يتوجب على الشركات العمل على تطوير الأدوات ووسائل التسويق التي تظهر سبل تطبيق هذه التقنية وما تحققه من مزايا تنافسية، فالشركات التي تستثمر وقتا كافيا لبلورة القيمة التي تحققها منتجاتها بما يتماشى مع متطلبات المستخدمين ستكون في وضع جيد يؤهلها للاستفادة من فرص النمو المستقبلية”.
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية
via البوابة العربية للأخبار التقنية http://ift.tt/1CoeVsp
0 التعليقات:
إرسال تعليق