بدأت الصين خلال السنوات الأخيرة في اقتحام الكثير من الأسواق على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال، حتى أصبحت مُصدّر المنتجات الأول في العالم أجمع… الميزة في المُنتجات الصينية هو اختلاف الجودة والأسعار من منتج لآخر، بحيث يُمكنها استهداف الدول النامية بالمنتجات منخفضة التكلفة والجودة، وفي نفس الوقت تصدير منتجات مرتفعة السعر عالية الجودة لدول العالم الأول (أوروبا وأمريكا الشمالية). حتى الآن هذا هو الحال في الكثير من المجالات التي دخلتها الصين مثل تجارة الملابس والإلكترونيات المنزلية، حتى سوق الأطعمة دخلتها الصين وأصبحت تُصدّر للعالم أجمع – لا نتحدث هنا عن السوشي.
كوننا مختصين بالتقنية ومنتجاتها لن يهمنا كثيرًا باقي المجالات التي تُهيمن عليها الصين، بل سيكون تركيزنا أكثر على المُنتجات التقنية مثل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية – الحواسيب المحمولة تُسيطر فيها لينوفو الصينية أصلًا – والتي تستحوذ شركتي أبل وسامسونج على النسبة الأكبر من مبيعاتها حول العالم. السبب في هذا المقال أو ربما الأصح في القول بأنّ مصدر الإلهام لهذا المقال هو تصريح من رئيس شيومي الصينية مؤخرًا بأنّ الشركة تسعى لتكون الشركة الأولى المُتخصصة في بيع الهواتف الذكية في العالم، حيث أظهر هذا التصريح الأهداف طويلة المدى التي تضعها أكبر شركة هواتف ذكية في الصين، خاصةً بعدما احتلت المركز الثالث في مبيعات الهواتف الذكية في العالم خلال الربع المالي السابق متفوقة على شركات لها باع طويل في هذا السوق مثل بلاك بيري واتش تي سي وإل جي، على الرغم من الأسواق القليلة التي تبيع فيها الشركة هواتفها، فهي حتى الآن تبيع في بعض الأسواق الآسيوية فقط.
قد يأتي البعض ويقول أنّه من الصعب إزاحة سامسونج وأبل من قمة الهواتف الذكية الآن، وهو قول صائب في بعضه أو ربما في كلمة واحدة فقط (الآن) لكن الشركات الصينية وخصوصًا شيومي وون بلس أصبحت تُشكّل خطرًا قويًا على هيمنة أبل وسامسونج وربما تزيحهما عن القمة في أي وقت قريب.
ون بلس هي أبل الصين
لماذا ون بلس ون مع شيومي؟ لأنني شخصيًا أعتبر ون بلس هي أبل الصين حيث تُنتج هاتف ون بلس ون ذو الجودة الممتازة والمواصفات التقنية الهائلة وتبيعه بسعر في متناول أغلب المستخدمين، حيث يكسبها الشق الأول صفة أبل في الجودة المرتفعة والشق الثاني صفة الصين في الأسعار المُنخفضة، إن استطاعت ون بلس رفع إنتاجها وطاقتها في المستقبل مع الحفاظ على جودة الإنتاج والسعر المنخفض، من المُرجّح… بل من الأكيد أن تستحوذ الشركة على إعجاب الكثير من المستهلكين.
وعلى الجانب الآخر نجحت شيومي بالفعل في كسب نسبة كبيرة من مبيعات الهواتف الذكية مما يجعلها التهديد الأكبر – خاصةً لسامسونج – بفضل المجموعة الواسعة من هواتفها الجيدة ذات الأسعار المنخفضة، وقد استطاعت شيومي بالفعل في التفوّق على سامسونج وأبل وفرض سيطرتها في الصين، حيث وصلت حصّتها هُناك 14 بالمئة خلال الربع المالي الثاني، تبعتها سامسونج ولينوفو بنسبة 12 بالمئة.
متى تستطيع شيومي السيطرة على السوق؟ وضع رئيسها التنفيذي جدول زمني يمتد حتى عشرة أعوام من الآن، لكن في رأي سيحدث ذلك في وقت أقرب بكثير، إلّا إن قامت سامسونج وأبل بانتهاج سياسة جديدة خاصةً في ما يتعلق بأسعار هواتفهما. ما الذي يدفعني لشراء هاتف ذكي يصل ثمنه إلى 700 دولار من سامسونج، في حين يُمكنني الحصول على المواصفات نفسها مع تصميم وجودة أفضل وبسعر 400 دولار تقريبًا.
الكرة الآن في ملعب سامسونج وأبل، على الشركتين التفكير مرة أخرى في سياسة التسعير، وإلّا يحدث مالا يُحمد عقباه بالنسبة لهما وهو شيء ليس ببعيد في العالم التقني الذي يتغير من آن لآخر، من كان ليصدق أن بلاك بيري ستُعاني بالشكل الذي نراه الآن، بل من كان ليصدق خروج نوكيا بهذا الشكل المُهين من سوق الهواتف الذكية؟
التدوينة نمو خطر الشركات الصينية على أبل وسامسونج ظهرت أولاً على عالم التقنية.
via عالم التقنية http://ift.tt/1ABUOGw
0 التعليقات:
إرسال تعليق